يا أمي
صوت الأعماق
يطلبني
يا أمي
سأغرق
فلا تنتظريني ..
لـن أعود !
.
.
.
يا أمي
كل شيء يبتلعني
يسرقني
ودوامات الأيام
تغزل حول دمي
عنكبوتا أسود !
يلتهم الأبيض مني
يحتضر الأبيض يا أمي
فلا تنتظريني
فات أوان العودة !
.
.
.
أنزف
والعطش يغويهم يا أمي
ويستعبدهم ..
ولا ماء
سوى دمائي ..
أبتعد
ولكن
لهاثهم يعرقلني
يجهض صبري
يغشيني ..
أجاهد
أحاول
استجدي الاختباء
الاختفاء
لكن
لا تكفي زجاجات
الوهم
لدمي ...!
.
.
.
كل شيء
يتركني
يا أمي
عند حدود
الثقب الأسود .. أتناثر . . .
يضيع زماني
يضيق الكون
كم احتاج النوم
كم أفتقد التنفس
وكم أعرف يا أمي
ان العودة الآن
تهجرني !
.
.
.
يا أمي
جرح النهاية يَنزفني ..
يُسقِطني
يهدرني
يستبيح دمي ..
يغرقني بوجع الحكايات
بئر اليأس
يعدمني
وتلفظني إلى هنا
قصتي . .
تأبى حتى
أن يحتضن الهامش
اسمي !
.
.
تظنين أن هلاوس عاداتي الكئيبة
صومي
وصمتي
وأقراصي
تعاودني ؟!
لا يا حبيبة عمري
القي عنك عبء التفكير
في الاسباب ..
العد التنازلي
قد بدأ
وانتهى
و بدأت فعلاً
أسقط ..
لأعلى
لأسفل
وفي جميع الاتجاهات
تصحبني ترانيم الرحيل
تغرقني تراتيل
النهايات
أنا اغرق !
فابتعدي عن مشهد موتي
اغمضي جفنيك
ولا تطلبي نجدتي
ولا تبحثي عني
قد ملأتني الجراح السوداء
وما عدت املك ان أطفو
يا أمي
.
.
.
لن أعود ..